المثقبيات:

المثقبيات الروديسية والمثقبيات البروسية الغامبية: تسبب داء المثقبيات الأفريقي.

المثقبية الكروزية: تسبب داء المثقبيات الأمريكي.

-داء المثقبيات الأفريقي Trypanosomiasis Africa: داء النوم sickness Sleeping

داء المثقبيات من أمراض المناطق المدارية الواسعة الانتشار والتي قد تؤدي إلى الوفاة إذا ما تركت بدون علاج. ينتقل المرض عن طريق لدغة ذبابة تسي تسي Fly Tsetse(جنس اللواسن Glossina) المتوطنة في القارة الأفريقية.

التوزع الجغرافي:

نميز شكلين من داء المثقبيات الإفريقي:

داء المثقبيات الناجم عن المثقبيات البروسية الغامبية وتنقله الذبابة اللاسنة ويشاهد في غرب ووسط افريقيا في مناطق الغابات القريبة من المياه وتشاهد أكثر من 90% من الحالات في أوغندا وجنوب السودان والكونغو وأنغولا. ومستودعه الإنسان ويكون تطور المرض مزمناً ويستمر لسنوات.

داء المثقبيات الناجم عن المثقبيات البروسية الروديسية وتنقله اللاسنة العاضة ويشاهد في شرق إفريقيا في مناطق السافانا، ومستودعه الإنسان والحيوانات الوحشية كالوعل، ويكون تطور المرض حاداً ويستمر عدة أشهر.

العامل الممرض:

المثقبيات هي سوائط دموية، والشكل الذي يوجد لدى الإنسان المصاب يسمى الشكل المثقبي وهو ذو شكل مغزلي متطاول يقيس 15-35 مكروناً.

فيه نواه مدوره مركزية ومنشأ حركة صغير يقع خلف النواة يخرج منه سوط يتجه للأمام مشكلاً غشاءً متموجاً واضحاً وهو متحرك بشدة، وهو سوطي دموي يشاهد في الدم (خارج كريات الدم) وفي الجملة الشبكية البطانية والعقد اللمفية والسائل الدماغي الشوكي، ولا يشاهد مطلقاً داخل الخلايا، ويتكاثر فيها بالانشطار الثنائي.

تأخذ المثقبيات الشكل أمامي السوط في أوساط الزرع وفي الحشرة الناقلة.

دورة الحياة والأمراض:

عندما تلدغ اللاسنة شخصاً مصاباً فإنها تأخذه مع الوجبة الدموية الأشكال المثقبية التي تذهب للمعي المتوسط للحشرة وتنتقل بعد حوالى 3 أسابيع إلى الغدد اللعابية.

وتتحول لشكل الشعرورة ومن ثم للشكل المثقبي الخامج (الشكل المثقبي خليف الحلقي) وتصبح عندئذ جاهزة للانتقال لثوي جديد.

تنقل اللاسنة العاضة المثقبيات الروديسسية، أما اللاسنة اللامسة فتنقل المثقبيات الغامبية، وعندما تلدغ اللاسنة إنساناً سليماً فإنها تنقل له المثقبيات بشكلها الخامج التي تدخل العقد اللمفية الناحية ثم تنتشر في مجرى الدم وتتحول إلى الشكل المثقبي، ويمكنها أن تجتاز جدران الأوعية الدموية واللمفية إلى النسج، وبالتالي يمكن أن تدخل السائل الدماغي الشوكي والدماغ.

يمكن أن ينتقل المرض في حالات نادرة عن طريق المشيمة أو الإرضاع أو نقل الدم.

بعد دخول المثقبيات تتكاثر في مكان الدخول محدثة التهاباً موضعياً ثم تصل المثقبيات إلى النسيج الشبكي البطاني فتتضخم العقد اللمفية والطحال والكبد.

تسد المثقبيات الأوعية الشعرية مسببة حدوث وذمة موضعية، كما يمكنها أن تعيق جريان السائل الدماغي الشوكي مؤدية لحدوث الصداع.

الأعراض السريرية:

يتطور المرض عبر ثلاثة أطوار:

  1. الطور اللمفي الدموي أو طور الانتشار، وفيه تجول المثقبيات في الدم أو تتموضع في العقد اللمفية.
  2. الطور السحائي الدماغي ويتميز بإصابة الجملة العصبية المركزية.
  3. الطور النهائي من الدنف الوسني في الحالات غير المعالجة.

تتراوح فترة الحضانة بين 8 15 يوماً وقد تستمر فترات طويلة تصل لـ 10 سنوات وتظهر خلالها القرحة المثقبية وهي العلامة الأولى للخمج وتظهر بعد 4 - 5 أيام من لدغة اللاسنة في مكان هذه اللدغة وهي عبارة عن ارتكاس موضعي حاك بشكل حطاطة حمراء قاسية ومؤلمة يرافقها ضخامة عقد لمفية ناحية، وتشفى تلقائيا خلال أسابيع.

الطور اللمفي الدموي الباكر:

  • الحمى:

وهي العرض الأكثر حدوثاً وتكون خفيفة وغير منتظمة مع ذروة مسائية وهي معنّدة على خافضات الحرارة وعلى الصادات وعلى الستيروئيدات وتترافق بصداع نابض ووهن.

  • ضخامة العقد اللمفية:

تصيب العقد الرقبية الخلفية والعقدة فوق الترقوة وتكون العقد المصابة قليلة الضخامة (حجمها بين 1 -2 سم) طرية وغير مؤلمة ومتحركة ولا تتقيح وتتطور نحو التصلب وتسمى هذه الضخامة علامة وينتربوتوم Winterbottomfs sign وقد كان يعتمد على هذه العلامة في زمن تجارة الرقيق حيث كان يتم استبعاد المصابين بها.

  • أحيانا تحدث ضخامة طحال أو كبد.
  • العلامات الجلدية.

الحكة هي العلامة الجلدية الأكثر حدوثاً كما يحدث ما يسمى بالتريباميد وهي لويحات كبيره حمراء متعددة الحلقات قطرها 10-5 سم تتوضع على الجذع وجذر الأطراف وتختفي سريعاً بتأثير العلاج وتكون صعبة الرؤية على الجلد الغامق.

  • الوذمات في الوجه:

تنجم عن اضطراب التوازن المائي الشاردي بسبب إصابة الدماغ البيني. يصبح الوجه منتفخاً يأخذ الشكل البدري.

  • يمكن حدوث اضطرابات قلبية تتبدى بتبدلات تخطيطية وتسرع قلب أو ضخامة قلب وألم صدري.
  • الاضطرابات الناجمة عن إصابة الدماغ البيني: وتشمل قمة اضطراب السلوك، اضطرابات حسية، عنانة عند الذكور، انقطاع طمث وبرودة جنسية عند النساء.

الطور السحائي الدماغي المتأخر:

ويظهر خلال عدة أشهر من الطور السابق، ويتظاهر باضطرابات عصبية هي:

  • الاضطرابات الحسية:

إصابة الحس العميق فتحدث علامة كراندل Kérandel وهي شعور المريض بألم شديد عندما يحاول تدوير يده كحركة تدوير مفتاح موضوع في القفل.

وإصابة الحس السطحي حيث يشكو المريض من تنميل أو ضعف في الحس.

  • الاضطرابات النفسية:

يمكن حدوث كآبة مع فترات هياج قصيرة يقوم فيها المريض بأعمال إجرامية كالقتل ومحاولة الانتحار أو السرقة ويمكن حدوث أهلاس سمعية وبصرية واضطراب في السلوك.

  • اضطرابات النوم:

ينقلب نظام النوم الطبيعي فيميل المصاب للنوم نهاراً ولا يستطيع مقاومة الرغبة بالنوم فينام أثناء تناوله الطعام أو أثناء وقوفه أو جلوسه، أما في الليل فيشعر بالأرق والضجر والقلق وفي المراحل الأخيرة يصاب ببلادة حقيقية ويصبح في غفلة عما حوله.

  • الاضطرابات الحركية:

تظهر بشكل متأخر وتتظاهر برجفة ناعمة في الأطراف العلوية واللسان وحركات كنعية ورقصية واضطراب مخيخي مع عدم تناسق حركي.

الطور النهائي:

تتفاقم الأعراض في المرحلة المتأخرة وتتأثر الحالة العامة ويصبح المريض طريح الفراش يرتجف ويدخل في رقاد عميق ينتهي بالسبات ويحدث الموت نتيجة حدوث الأخماج أو الاختلاطات الكلوية أو القلبية الوعائية.

الإنذار:

الإنذار: تبلغ نسبة الوفيات حوالي 50 في الحالات غير المعالجة، ومع العلاج تبلغ نسبة الوفيات 10 % في الغامبية وأكثر من ذلك في الروديسية.

وتكون المعالجة مفيدة فقط إذا طبقت قبيل ظهور الاضطرابات العصبية.

التشخيص:

في الطور اللمفي الدموي:

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن