يحدث التهاب العظم والنقي في حال عدم المعالجة لإصابة سنية وإهمال المريض لها وذلك بالامتداد المباشر للإصابة للعظم أو يمكن أن يحدث عبر الطريق الدموي بانتقال الآفة من الجسم وحدوث توضع ثانوي لها في الفكين.

وبزرع مسحةٍ جرثومية من المنطقة المصابة نلاحظ أنّ أهم الجراثيم المتواجدة هي العنقوديات المذهبة وهي تعتبر أهم ما يسبب الإصابة بالفك السفلي الذي يكون أكثر تعرضاً للإصابة من الفك العلوي.

يمكن أن تلاحظ إصابة الفك العلوي عند الأطفال حيث يبدأ بانتباج واحمرار وحدوث ضزز مع لفظ لبراعم الأسنان الدائمة وسقوط الأسنان اللبنية ويصبح الطفل أدرداً في هذه الحالة بعمرٍ مبكر.

تكون المعالجة على مرحلتين عند الشك بحدوث الإصابة:

-المرحلة الدوائية بوصف الصاد الحيوي.

-المرحلة الجراحية (لدينا تجمع قيحي وتشظي عظمي) عن طريق التفجير وتجريف الشظايا.

إذا ما شك الطبيب بالتهاب العظم والنقي يفضل تطبيق العلاج الدوائي حتى ولو كانت الحالة ليست كذلك ولا يتوجب عليه الانتظار حتى تمام التشخيص.

 

image-20191207105511-2

الوصف السريري للإصابة:

المرحلة الأولى:

وتدعى بالمرحلة الابتدائية تبدأ بالصدمة الانتانية حيث يوجد انتان في البلعوم والحنجرة والطرق التنفسية (انتقال عبر الدم إلى الفكين) ويكون المريض شاحباً مع ترفعٍ حروري وتعب.

المرحلة الثانية:

مرحلة توضع الجراثيم ضمن عظام الفكين وتكون فيها الآلام شديدةً ومبهمة ومنتشرة كما تحدث إصابة العصب السني السفلي حيث يحدث خدر في الفروع الانتهائية على امتداد مساحةٍ بيضوية الشكل تقع على الشفة بين الخط المتوسط وصوار الفم وبالسبر لا يشعر المريض بها وتبدو كالورق المقوى، تدعى هذه العلامة علامةVincent(أي زوال الحس من منطقةٍ محدودة بيضوية الشكل على الشفة السفلية).

المرحلة الثالثة:

ظهور الأعراض مع ناسور قيحي وخروج القيح ثم تخف الأعراض وتصبح علامة Vincentمؤكدة.

تحتاج مرحلة التشظي إلى أسابيع أو أشهر أو سنوات ليحدث التشظي للأنسجة العظمية.

المعالجة:

1-جراحية:

تتم:

بتفجير الخراج في منطقة التجمع القيحي وبأصول التفجير الجراحي.

بالإضافة إلى تجريف العظم لأنه أصبح لدينا مناطق شافة على الأشعة وهي مناطق عظم متموت متشظي يجب تجريفه، وهدف الجراحة هنا علاجي وتشخيصي في نفس الوقت حيث يرسل العظم إلى المشرح المرضي ليؤكد أنّه التهاب عظم ونقي.     

 

image-20191207105511-3 

2-المعالجة الدوائية:

  • يعطى علاج هجومي بشكلٍ أساسي في الجرعة الأولى وذلك حقناً في الوريد أو بالعضل والأفضل بالوريد حيث يتم فتح الوريد وتثبيت قسطرة Canula بحيث يبقى الوريد مفتوحاً لفترةٍ طويلة ويتم حقن 2 غ B-Lactamase وجنتامايسين كل 3 ساعات وتستمر فترة العلاج من 2-6 أسابيع.
  • أيضاً يعطى Oxacillin مع Gentamycin وهو دواء نوعي للمكورات العنقودية المذهبة.
  • بعد ذلك يحوّل المريض إلى الصادات الحيوية عن طريق الفم التي تخترق النسيج العظمي مثل Clindamycin   C) Dalacin) أو Lincomycin.
  • وتعطى الكينولونات Pefloxacin (BefricinR) 400 ملغ مرتين يومياً لمدة شهر ونصف، أو Ciprofloxacin (ciproz، ciproflex).
  • ونفاجئ أحياناً عند القيام بالتجريف العظمي أنّ كمية الضياع العظمي كبيرةً لذلك نستخدم المواد المالئة وهي إمّا طعوم عظمية أو مواد تجارية حيوية منها (hard tissue HTR24 Raublasm) (نسيج قاسي تعويضي يعوض عن الضياع العظمي الكبير ويمكن استخدامها في حال التجريف حول الذروي والجيوب العظمية والجراحة قبل التعويض الصناعي .. الخ).

الوصف السريري:

يحدث لدينا انتباج وتورم ويتوافق مع تورم عظمي أيضاً، مع حركةٍ سنية وسيلان لعابي وبخر فموي.

وبشكلٍ عام يمكن القول أنّ انتقال الخراج وإحداثه لتورم في المرحلة الأولى وهي مرحلة مصلية قاسية (منطقة التورم قاسية) لا يجب التفجير في هذه المرحلة ولا تفتح أصلاً.

ومن ثم المرحلة القيحية حيث نلاحظ بالجس شعور تموج (سائل موجود) واحمرار وشعور فرقعة تحت الجس وبالضغط نلاحظ علامة الأصابع على الجلد للمنطقة المجسوسة وهنا يستطب التفجير في هذه الحالة.

المضاعفات:

إذا لم يعالج التهاب العظم والنقي بشكلٍ صحيح سيؤدي ذلك إلى كسورٍ مرضية وحالةٍ نفسيةٍ سيئة (حيث يفكر المريض في أمراض أخرى كالسرطان).

بالإضافة إلى انتقال الإنتان إلى المسافات الخلوية وإلى المفصل والعضلات ويحدث التهاب العضلات.

ثم تجرثم دم وهي مرحلة خطرة ومهددة للحياة.

الأسباب العامة المسببة:

بعض الأمراض العامة: السل، الزهري، داء الفطر الشعاعي وهي عبارة عن إصابة خاصة بالأنسجة اللينة ونسبة إصابة العظم %15.

الجراثيم الشعية:

 وهي نوعان هوائية لا تصيب الإنسان ولاهوائية تسبب داء الفطر الشعاعي الإسرائيلي.

أنواع التهابات العظم والنقي:

يمكن أن يكون التهاب العظم والنقي المنتشر في الفك ذو أصل مركزي أو قشري.

 

التهاب العظم ذو الأصل مركزي:

يبدأ بالتهاب حول ذروي مع العلامات المعهودة في (الضاحك أو الرحى)، ويكون الألم هنا عنيفاً جداً ومتشعباً ويشمل كامل الفك والوجه.

وهو ألمٌ متزايد لا يستجيب للمسكنات ويدخل المريض في مرحلة عدم النوم، شدة الألم هذه علامة مميزة لالتهاب العظم المنتشر ويظهر ضرر مبكر ومتقلب ويظهر تورم معيب لزاوية الفك والجزء الأفقي للفك.

وتكون البشرة في النسج الرخوة وردية اللون مرتشحة كما يكون العظم مؤلماً ومتضخماً بكامله وتصادف دائماً في هذه الحالات خدر في العصب الذقني.

هناك صعوبة في إجراء التشخيص الشعاعي وذلك بسبب الضزز الحادث ولكن يمكن مشاهدة الوجه الدهليزي متضخماً وقاسياً وكأنه يشكل مع العظم كتلةً واحدة.

وتكون الصفيحة الداخلية متضخمة ومؤلمة وهناك حركة لكثيرٍ من الأسنان وحساسية زائدة وبعضها متموت أو منخور.

يمكن للتشخيص الشعاعي أن يوضح طبيعة السن المسبب فقط وفي غضون عدة أيام يصبح الفك أقل وضوحاً وأكثر شفوفية ويفقد ترتيبه.

التطور بدون معالجة:

في الأيام التالية هناك تفاقم في العلامات وبصفةٍ خاصة درجة الحرارة التي تصل إلى 40 درجة وفي الأسبوع الموالي يبدأ خروج القيح في الوسط الفموي أو تحت الجلد مما يسبب تركين أو خدر.

في الأٍسابيع التي تلي ذلك وحتى بعد قلع السن المسبب نجد أن الشفاء لم يتم بشكلٍ جيد وهناك تورم في الفك وخدر في محيط الذقن وعند الاستقصاء عن ناسور بالأداة (Stylet) هناك تماس مع العظم غير منتظم.

توضح الصور الشعاعية منطقةً تمّ فقد الكلس فيها وحدود غير منتظمة في مركز هذه المنطقة هناك مناطق أكثر ظلالية.

المنطقة القاعدية هي التي تحوي هذه المنطقة في كثيرٍ من الأحيان وبعد شهرٍ زائد يبدأ عزل الآفة ويتظاهر ذلك بسقوط الأسنان وتشوه السنخ المقابل وخدر مستمر في الشفة وألم.

وفي حال عدم المعالجة هناك خطورة في حصول مضاعفات قد تكون على مستويات أخرى وهي:

  • إنتان دموي.
  • التهاب الوريد الخثري.

وفي المقابل نشاهد دائماً رجوع الآفة على شكل فلغمون وتوسع عظمي.

لدى الأطفال نلاحظ عقابيل واضطراب في نمو الفك خاصةً إذا ما كانت هناك إصابة على مستوى اللقمة.

التطور تحت المضادات الحيوية

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن