المتصورات:

تسبب مرض الملاريا، ويعود أصل كلمة ملاريا إلى اللاتينية malus aria أي الهواء الفاسد إشارة إلى توالد بعوض الملاريا في المستنقعات والمياه الراكدة، و كان القدماء يعتقدون أن هواء المستنقعات ينقل الملاريا، ولذلك كان الإنجليز يسمونها حمى المستنقعات "fever swamp" والعرب يطلقون عليها البرداء، لأنها تسبب الرعشة الشديدة.

والملاريا مرض يصاب به الإنسان فقط، ويسبب مشكلة صحية كبيرة في دول المنطقة الحارة والمعتدلة.

ولقد كانت هناك محاولات للقضاء على الملاريا عالمياً إلا أنها فشلت لمقاومة البعوض للمبيدات الحشرية ومقاومة طفيليات الملاريا للأدوية.

تهدد الملاريا 40% من سكان العالم، ويصاب سنويا من300— 500 مليون شخص، لأنها متوطنة في 109 بلدان وأقاليم في المناطق المدارية ودون المدارية، وأشد هذه المناطق ابتلاء به هي إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويقدر أن طفلا يموت بالملاريا كل ثلاثين ثانية، حيث تقتل 1-2 مليون شخص سنوياً حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية وتحدث نسبة 90% تقريباً من جميع الوفيات بسبب الملاريا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ومعظم هذه الوفيات بين صفوف الأطفال دون سن الخامسة وبعض الأشخاص لديهم مناعة وراثية ذاتية تقاوم الملاريا وتمنع الطفيلي من النمو والتوالد بأجسامهم.

العامل الناقل للمرض:

تنتقل الملاريا إلى البشر من خلال لدغة البعوض الحامل لها، التي تسمى "الأنوفيل Anopheles"، وأكثر أوقات الإصابة تمتد من الغروب حتى قبيل الفجر حيث ينشط البعوض.

يوجد حوالي 400 نوع من بعوض الأنوفيل، منها حوالي 60 نوعاً له القدرة على نقل الطفيلي.

وأنثى الأنوفيل هي التي تنقل الطفيلي المسبب للملاريا أثناء امتصاصها لدم الإنسان الذي تحتاجه لتتمكن من وضع البيض، بينما لا يتغذى ذكر البعوض على الدم، وإنما على حبق الأزهار وعصارة النباتات.

وكباقي أنواع البعوض تعيش معظم أطوارها في الماء الآسن، ويختلف معدل الإصابة من موسم لآخر فأعلى معدل يكون في مواسم الأمطار نظراً لانتشار البعوض بكثرة لوجود برك الماء.

ويكثر البعوض الناقل للملاريا في المناطق الدافئة الرطبة ويؤدي استقرار المناخ إلى انتشار المرض لفترة طويلة قد تمتد طوال العام.

بعد مرور مئة عام على اكتشاف نقل البعوض لطفيليات الملاريا تم التوصل إلى اكتشاف الخريطة الجينية للبعوضة التي تنقل هذا المرض.

ويؤدي هذا الاكتشاف إلى طرق جديدة لمعالجة عدوى مرض الملاريا وخاصة مع ازدياد مقاومة المتصورات للأدوية المضادة لها، ومقاومة البعوض للمبيدات المستخدمة ضده، وتهدف البحوث الحالية إلى خلق بعوض معدل وراثيا وغير قادر على حمل الطفيليات المسببة للمرض، تم إطلاق هذه السلالات المعدلة وراثيا لتنتقل منها هذه الصفة إلى السلالات المهجنة.

العامل الممرض:

الملاريا مرض تسببه طفيليات من فصيلة المتصورات plasmodium، وهناك أربعة أنواع من المتصورات التي تسبب الملاريا البشرية هي:

  • المتصورة المنجلية falciparum Plasmodium
  • المتصورة النشطة vivax Plasmodium
  • المتصورة الوبالية malaria Plasmodium
  • المصورة البيضوية ovale Plasmodium

لقد لوحظ مؤخراً حدوث حالات من الملاريا ناجمة عن نوع خامس هو المتصورة: النولسية knowlesi Plasmodium، وهى تصيب النسانيس (قرود الماكاك الآسيوية) وتوجد في بعض مناطق غابات جنوب شرق آسيا، وتتكرر النوبات البردائية لدى المصابين بها كل 24 ساعة وتعد المتصورة المنجلية والمتصورة النشيطة أكثر الفصائل شيوعاً، غير أن المتصورة المنجلية هي أخطرها.

الانتشار والسراية:

يواجه نصف سكان العالم تقريباً خطر الإصابة بالملاريا وتحدث معظم الحالات والوفيات في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وبدرجة أقل في آسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الشرق الأوسط وبعض المناطق الأوروبية.

وتعتمد وتيرة السراية على عوامل لها صلة بالطفيلي والناقل والثوي البشري والبيئة وهناك نحو 20 جنساً مختلفا من أجناس الأنوفيل.

والجدير بالذكر أن جميع الأجناس الهامة الناقلة للمرض تلدغ أثناء الليل وتتكاثر تلك الأجناس في المياه العذبة الضحلة مثل البرك وحقول الأرز وآثار الحوافر على الأرض.

والملاحظ أن وتيره سراية المرض تشتد في الأماكن التي يطول فيها عمر البعوض الناقل نسبياً (بما يمكن الطفيلي من استكمال نموه داخل البعوض).

فطول دورة حياة أجناس النواقل الأفريقية وميولها إلى لدغ البشر بقوة من الأمور التي تفسر سبب وقوع أكثر من 85% من وفيات الملاريا في إفريقيا.

وتعتمد سراية المرض أيضاً على الظروف المناخية التي قد تؤثر في عدد البعوض وبقائه مثل أنماط تهاطل الأمطار ودرجة الحرارة والرطوبة ويلاحظ في كثير من الأماكن أن سراية المرض موسمية، وتبلغ ذروتها أثناء موسم الأمطار وبعده مباشرة.

أكثر الفئات خطراً للتعرض للإصابة:

  1. صغار الأطفال الذين يعيشون في مناطق يسري فيها المرض بوتيره مستقرة، والذين لم تتشكل لديهم بعد مناعة تحميهم ضد المرض.
  2. السيدات الحوامل اللواتي لا يمتلكن المناعة اللازمة، تتسبب الملاريا في حدوث الإجهاض التلقائي بمعدلات مرتفعة (قد تصل إلى 60 % في حالات العدوى بالملاريا المنجلية وفي حدوث وفيات الأمومة بمعدلات تتراوح بين 10 % و50 %)
  3. الحوامل المصابات بفيروس الإيدز ممن لا يمتلكن قدراً كافياً من المناعة في المناطق التي تسري فيها الملاريا بوتيرة مستقرة معرضات بشدة لخطر الاصابة بالمرض أثناء الحمل أيا كان ترتيبه كما تواجه النساء المصابات بالملاريا في المشيمة أكثر من غيرهن خطر نقل عدوى فيروس الإيدز.
  4. المصابون بالإيدز معرضون بشدة لخطر الإصابة بالمرض عند اكتسابهم العدوى.
  5. المسافرون إلى المناطق التي تتوطنها الملاريا معرضون بشدة لخطر الإصابة بالمرض ومضاعفاته نظراً لعدم امتلاكهم المناعة اللازمة.
  6. المهاجرون القادمون من مناطق تتوطنها الملاريا وأطفالهم ممن يعيشون في مناطق لا يتوطنها المرض ويعودون إلى بلداهم الأصلية معرضون بصورة مماثلة لخطر المرض، نظراً لامتلاكهم مناعة قليلة أو عدم امتلاكهم أية مناعة على الإطلاق.

دور الحياة:

يعد الإنسان الثوي المتوسط host intermediate للمتصورات، والثوي النهائي والناقل هو أنثى الأنوفيليس، ومكان التطفل هو الكريات الحمراء وخلايا الكبد.

تمر دورة حياة الطفيلي بطورين، الأول لاجنسي في الإنسان والثاني هو طور التكاثر الجنسي في البعوضة.

- الطور اللاجنسي (عند الإنسان):

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن