- الخلايا العصبية Neurons:

لمحة تاريخية:

بدأ تطور النظرية الخلوية Cell Theory في عام ١٨٣٨على يد العالم الألماني ماتياس شليدن Mathias Shleiden الذي كان مهتماً بدراسة النباتات واستطاع شليدن بواسطة مجهر ضوئي بدائي تمييز السيلوزي السميك للخلايا النباتية وقد أسس هذا الاكتشاف للحقيقة المعروفة الآن والتي تقول بأن كل الكائنات الحية تتألف من وحدات خلوية.

وفي عام ١٨٣٩ أكدت الدراسات تيودور شوان Theodor Schwann على عينات ذات مصدر حيواني ملاحظات شليدن وبعد ذلك تراكمت المعلومات جمة تؤكد أن كل أنسجة الحيواني وأعضائه المختلفة تتألف من خلايا.

ولكن النسيج العصبي كان استثناء إذ لم يتمكن أحد من اكتشاف خلاياه على حقيقتها وأحد الأسباب الرئيسية الكامنة وراء صعوبة مشاهدة التراكيب الخلوية للجهاز العصبي هي صعوبة تثبيت وتحضير هذا النسيج للفحص المجهري كما أن التركيب التشريحي للخلية العصبية (جسم صغير واستطالات عديدة) لازال إلى الآن يمثل أحد العوائق الرئيسية في دراسة الخلايا العصبية نظراً لصعوبة رؤية هذه الخلايا بوضوح وعدم القدرة على الإحاطة بدقة بالحدود الطبيعية لهذه الخلايا نظراً لامتدادها على مساحة كبيرة نسبياً من الجسم.

هذه الاختلافات التي تميز الخلايا العصبية عن مثيلاتها من خلايا الأنسجة غير العصبية بالإضافة إلى صعوبة تحضير النسيج العصبي وفحصه بدقة كانت السبب في تأجيج نيران جدل حامية حول فيما إذا كانت النظرية الخلوية تنطبق على النسيج العصبي أم لا.

وقد استمر هذا الجدل لسنوات عديدة من القرن التاسع عشر ويعد العالم التشيكي جان بوركنج Jan Purkinjفي طليعة الباحثين الذين نشروا أبحاثاً ودراسات عن تركيب النسيج العصبي ففي عام ١٨٣٧ نشر بوركنج عن تركيب المخيخ Cerebellum وصف فيه نوعاً من الخلايا العصبية للمخيخ (هذا النوع من الخلايا حمل اسمه فيما بعد) لكن صورة هذه الخلايا المنشورة مع البحث لم تظهر سوى نواة محاطة بهيولي تمت منها شعبة صغيرة أو اثنتين.

وفي عام ١٨٦٥ نشرت مشاهدات وأبحاث العالم الألماني المتألق اوتو ديترز Otto Deitersعن النسيج العصبي وقد جاء نشر هذه الأبحاث بعد موز هذا العالم المبكر (عاش ديترز ٢٩ عاما فقط ومات عام ١٨٦٣).

ولقد قدمت مشاهدات هذا العالم إضافة جديدة ومهمة لما كان يعرف عن الخلية العصبية ففي صورة التوضيحية المنشورة مع أبحاثه أشار ديترز لأول مرة إلى أن الخلية العصبية تتألف من جسم ومن نوعين من الاستطالات: النوع الأول يشكل استطالة محورية واحدة أسماها بالاستطالة المحورية Cylender Axisو هي تنشأ من جسم الخلية العصبية في مكان مخروطي الشكل ثم تمتد حتى النخاع الشوكي على شكل ليف عصبي ينتهي في الأنسجة العضلية أما فيما بعد فقد أطلق على هذا الأسطوانة المحور العصبي Axon

أما النوع الثاني من

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن