**مقدمة**

&إن الخلطة أو المادة العلفية هي المصدر الأساسي لكافة المواد العضوية و غير العضوية التي يحتاجها الطير و تصنف هذه المواد في مجموعات تدعى المكونات الغذائية الأساسية و هي ( الكربوهيدرات , البروتينات , الدهون , العناصر المعدنية ) يضاف إلى ذلك الماء الذي تختلف المراجع العلمية في تصنيفه مع المواد الغذائية أو عدم كونه كذلك , قبل البدء بشرح التركيب الكيميائي للمواد العلفية و خصائصها لابد من التنويه أن جسم الحيوان و منتجاته تتركب من المكونات الغذائية نفسها مع اختلاف نسب وجودها ففي حين تؤلف الكربوهيدرات النسبة العظمى من تركيب الحبوب و التي بدورها مواد علفية اساسية في تغذية الدواجن لا تتعدى نسبتها عن ( 1 – 2 % ) من جسم الحيوان و المنتجات الحيوانية أما محتوى الدهن و البروتينات تختلف كثيرا تبعا لاختلاف المادة العلفية و نوع المنتج الحيواني.&

**أولا: المواد العضوية**

&1-الكربوهيدرات :

تشكل الكربوهيدرات النسبة العظمى في تركيب الخلطات العلفية للدواجن و معظم المواد العلفية و بذلك تعتبر المصدر الاساسي للطاقة في تغذية الحيوان و الدواجن و من الناحية الكيميائية تصنف كمركبات عضوية تتكون من ( ذرات الكربون و الهيدروجين و الأوكسجين ) , تستطيع النباتات و بعض الكائنات الحية فقط تكوين الكربوهيدرات و تخزينها على صورة سكريات بسيطة و نشاء و سلليوز وهيميللوز و صموغ و بكتين , و تخزن الكربوهيدرات في جسم الحيوان على هيئة غلايكوجين في الكبد و العضلات و تتواجد ايضا بنسبة ثابتة في الدم على صورة جلوكوز حر , لتبسيط دراسة الكربوهيدرات تقسم حسب عدد جزيئات السكريات الأحادية الداخلة في تركيبها إلى :

1-سكريا احادية :

تتكون من جزيء سكر منفرد , و منها سكريات احادية خماسية ريبوز الذي يدخل في تركيب الحموض النووية و الأرابينوز و الزيلوز الذين يدخلو في تركيب الأربان و الزيلان على الترايب , من أهم السكريات الأحادية السداسية ( الغلوكوز , الفركتوز , الغلاكتوز , المانوز ) و هي أكثر انتشار و اهمية بالمقارنة مع السكريا الخماسية و يعتبر سكر العنب من اهم السكريات السداسية لأنه يدخل بتركيب العديد من السكريات الثنائية و النشاء و له أهمية كبيرة في استقلاب الكربوهيدرات و الطاقة في الجسم , و يتواجد بصورة حرة في الدم و بعض النباتات مثل الذرة و بعض الأعشاب و تنتج السكريات الأحادية في الجسم من التحلل الأنزيمي أو الكيميائي للسكريات العديدة.

2-سكريات ثنائية :

تتكون من اتحاد اثنين من السكريات الأحادية برابطة غلكوكوسيدية و يجدر بالذكر أن هناك نوعين من الروابط الغلوكوسيدية هما ( a , b ) و ذلك حسب ذرات الكربون الداخلة بتكوين الرابطة و لكن الرابطة من نوع ( a ) يمكن أن تتحلل فقط بواسطة الأنزيمات المفرزة في الجسم , أما الرابطة ( b ) فتتحلل ميكروبيا فقط و لا يكون الجسم الأنزيمات المحللة لها , من أهم السكريات الثنائية :

أ-سكر القصب :

يتركب من الفركتوز و اهمية هذا السكر في تغذية الدواجن قليلة بسبب انخفاض نسبة وجوده في مواد العلف الشائعة الاستخدام في تركيب خلطات علف الدواجن من جهة و ضعف فعالية انزيم الأنفرناز المسؤول عن تحلله في الجهاز الهضمي من جهة اخرى.

ب-سكر الحليب ( اللاكتوز ) :

يتألف من جزيء a غلوكوز و جزيء b غلوكوز , قيمته الغذائية كمصدر للطاقة منخفضة لعدم افراز انزيم اللاكتاز في الجهاز الهضمي عند الطيور.

ج-سكر المالتوز :

يتركب من جزيء a غلوكوز و هو ناتج وسطي لتحلل النشاء.

د-سكر السيللبيوز : يتكون من جزيء a غلوكوز مع b غلوكوز و هو ناتج وسطي لتحلل السيللوز و هو قليل الأهمية ايضا في تغذية الدواجن لعدم افراز الجسم لأنزيمات محللة للسيللوز في الجهاز الهضمي عند الطيور.&

**3-سكريات ثلاثية :

تنتج من اتحاد سكريات احادية , من اهمها سكر الرافينوز الناتج عن اتحاد الغلوكوز و الغلاكتوز و الفركتوز , و يوجد هذا السكر في الشوندر السكري بنسبة ( 1- 2 % )و بصورة اقل في بذر القطن و بصورة عامة تعتبر السكريات الثلاثية قليلة الانتشار في الطبيعة.

4-السكريات العديدة :

هي مركبات معقدة ذات وزن جزئي مرتفع و تتوفر بكثرة في المملكة النباتية و تلعب دور بنائي كالسيللوز و الهيميسللوز , أو دور تخزيني كالنشاء الذي يعتبر من أهم مكونات الحبوب.

** في المملكة الحيوانية توجد السكريات العديدة على هيئة غلايكوجين ( نشاء حيواني ) مخزن في الكبد و العضلات و من أهم السكريات العديدة**

&1-البنتوسانات :

تتألف البنتوسانات من اتحاد سكريات احادية خماسية , تبلغ نسبتها تقريب ( 6 – 10 % ) في الحبوب من المادة الجافة ( 7.9 % في القمح - 6.8 % في الذرة - 9.5 % في الشعير ) , من أهم البنتوسانات سكر الأربان الذي يتكون من السكر الخماسي الزيلوز و تبلغ نسبته على سبيل المثال في نسبة مجموع كل من ( الأرابينوز و الزيلوز 7.5 % , 5 % , 6.8 % من المادة الجافة في كل من الشيلم و القمح و النرينيكالي على التوالي.

و من الجدير بالذكر أن البنتوسانات ليست بذاتها طبيعة فيزيائية واحدة فهي تتكون من جزء ذواب في الماء حوالي ( 15 – 35 % ) من البنتوسانات الكلية و جزء اخر غير ذواب , و يجب أن لا تزيد نسبة البنتوسانات في الخلطة عن ( 10 % ) كي لا تؤثر على الانتاج و يضاف إلى ذلك أن البنتوسانات تسبب اخراج الزرق الرطب و أن قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص الجزء المهضوم محدودة.

2-النشاء :

هو عبارة عن الكربوهيدرات الخازنة الأكثر انتشار في الحبوب النجيلية و يتحلل النشاء مائيا بواسطة الأنزيمات و الحموض إلى ديكسترينات و من ثم إلى سكر المالتوز كناتج وسطي و اخيرا إلى الغلوكوز , يخزن النشاء في حبيبات ذات اشكال مختلفة ( حلزونية , عدسية , إهليجية ) على صورة طبقات مركزية في الحبوب و غير مركزية في البطاطا.

تبلغ نسبة النشاء تقريب ( 70 % ) في الذرة الصفراء و ( 67 % ) في القمح و ( 60 % ) في الشعير.

-من حيث التركيب البنائي يوجد نوعان من النشاء :

أ-الامينوز :

تبلغ نسبته ( 20 – 25 % ) من النشاء الكلي و هو ذواب في الماء الساخن و يعطي اللون الأزرق مع اليود , يتركب الامينوز من اتحاد جزيئات الغلوكوز برابطة من نوع ( a-1-4 ) مشكل سلسلة حلزونية متفرغة , لعل الشكل الحلزوني لسلسة الامينوز تجعل منه أكثر عرضة لفعل الأنزيمات الهاضمة.

ب-الأميلوبكتين

&تقدر نسبته حوالي ( 75 – 80 % ) و هو غير ذواب في الماء الساخن و يعطي اللون الأحمر مع اليود , يتركب من اتحاد جزيئات الغلوكوز في سلسلة مستقيمة من نوع ( a-1-4 ) و يتفرع عنها سلاسلا فرعية بروابط من نوع ( a-1-6 ).

3-الهيميسيللوز :

يوجد مرافق للسيللوز في الجدر الخلوية النباتية و يعطي تحلله المائي إضافة إلى سكر الغلوكوز سكريات سداسية اخرة مثل الجالاكتوز و الفركتوز و المانوز و سكريات خماسية مثل الأرابينوز و احيانا حمض الجلوكويورنيك و الجلاكتويورنيك و لا تستطيع الطيور هضمه لغياب الأنزيمات اللازمة لذلك في جهاز الهضم و مستقبلا يحتمل إضافة بكتريا محللة للهيميسيللوز أو اضافة الأنزيمات اللازمة لذلك مباشرة إلى مواد العلف ذات القيمة الغذائية المنخفضة و ذلك لهدف رفع محتواها من الطاقة القابلة للتمثيل.&

**4-السيللوز :

يتركب من اتحاد جزيئات الغلوكوز من نوع ( B-1-4 ) على هيئة سلسلة مستقيمة , و لا يتأثر السيللوز بالحموض القلويات المخففة و يتحلل ميكروبيا و بالحموض القوية إلى سللوبيوز و من ثم إلى غلوكوز , و لا يفرز الجهاز الهضمي عند جميع الحيوانات أية انزيمات محللة للروابط الغلوكوسيدية من نوع ( B ) و بذلك تبقى القيمة الغذائية للسيللوز عند الدواجن شبه معدومة باستثناء الطيور المائية البالغة و الأرانب التي تستطيع استهلاك كميات لابأس بها من المواد العلفية المالئة , كذلك يهضم جزء منها بفضل التخمر الميكروبي في الأعورين , و لا ينحصر أثر السيللوز في كونه مادة صعبة الهضم بل يؤثر سلبا على هضم جميع المواد الغذائية الاخرى , بينت تجارب عديدة أن نسبة معينة من السيللوز و بالتالي الألياف

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن