*الداء السكري**

& دراسة حالة :إنها الساعة الثامنة صباحا، و مارفن كارسيا الشاب ذو العشرين عاما يحس بجوع شديد.

لم يتمكن من تناول فطوره بناء على تعليمات الطبيب، قبل أن يتم أخذ عينة من دمه لفحص تركيز السكر فيها. لذلك هرع إلى عيادة طبيب الأسرة لفعل ذلك. و لفحص تركيز السكر في الدم، يطلب الصيام (لمدة 10ساعات تقريباً) ليلة كاملة (من الشخص المراد فحص دمه)، و لإتمام هذا الفحص تؤخذ عينة من الدم من أحد أوردة هذا الشخص ثم يصار إلى قياس تركيز الغلوكوز في دم هذا الشخص .

و لأن مارفن كان في صحة جيدة لم يعتريه أي قلق من إجراء هذا الفحص. مد يده للمخبرية لتأخذ من أحد أوردته عينة من الدم ثم عاد إلى البيت . فقد أثر عليه الجوع و شعر أنه بحاجة إلى تناول فطوره المعتاد.

بعد يومين اتصلت المخبرية بمارفن و أخبرته: "تركيز السكر في دمك مرتفع قليلا فقد بلغ 150مغ/ دل، و الرقم الطبيعي يجب أن يكون أقل من 110مغ/دل، فهل يوجد في عائلتك من هو مصاب بالداء السكري ؟" أجاب مارفن: "نعم، فأبي مصاب بهذا المرض. فما هو هذا الداء بالضبط؟ وهل أنا مصاب به؟"

و في وقت لاحق من نفس اليوم استدعي مارفن إلى عيادة طبيب الأسرة، و قامت المخبرية نفسها بتنويره بطبيعة هذا المرض، و تطوره و تبعياته . بإختصار: الداء السكري (Mellitus Diabetes) ليس مرضاً مفرداً و إنماً هو عائلة من الإضطرابات الإستقلابية في عمل الأنسولين، تفقد الخلايا قدرتها تماماً على الإستجابة للأنسولين، و بالتالي يفقد هذا الهرمون تأثيراته الفيزيولوجية و قد ينجم هذا المرض عن خلل حقيقي في معدل إفراز الأنسولين من غدة المعثكلة.

قال مارفن للمخبرية: "أبي يأخذ حقناً من الأنسولين، فما الذي يفعله هذا الهرمون؟"

أجابت المخبرية: " يؤثر الأنسولين عادة على خلايا الجسم فيحفزها على فتح بواباتها لدخول الغلوكوز إلى هيولاها، و من ثم إستهلاكه فيما يخدم هذه الخلايا و بالتالي الجسم ككل، و في كلا النمطين المذكورين سابقاً، من أنماط الداء السكري يحدث إرتفاع واضح في تركيز الغلوكوز في الدم، و هذا الإرتفاع يحدث لسبب وحيد هو أن سكر الدم لا يجد طريقاً سالكة لدخوله خلايا الجسم فيزداد تراكمه خارج خلايا الجسم، و يزداد تبعاً لذلك تركيزه في الدم، فإذا استقبل المرضى المصابين بالداء السكري من النمط A حقنا من الأنسولين , سينخفض إستجابةً لوجود الأنسولين في الدم، تركيز السكر في الدم إلى الحدود الدنيا غير المرضية. أما إعطاء الأنسولين للمرضى المصابين بالنمط B من الداء السكري فإن تركيز الغلوكوز في الدم لن يتأثر كثيراً، ولن يهبط معدل تركيز الغلوكوز في الدم إلى حدوده الطبيعية."

سأل مارفن المخبرية سؤالاً آخر: "لماذا يعد إرتفاع السكر في الدم خبراً سيئا من الناحية الطبية؟" .

أجابت المخبرية: "إن إنخفاض تركيز الغلوكوز في الدم إلى ما دون القيم الطبيعية المعروفة يسبب تحفيز البنكرياس على إفراز هرمون آخر هو الغلوكاغون الذي يعمل على رفع تركيز سكر الدم (فعل يعاكس تأثير الأنسولين) و بالتالي يعمل كل من الأنسونين و الغلوكاغون على ضبط تركيز سكر الدم ضمن مجال من التركيز و استمرار الحالة الفيزيولوجية للجسم.

يعرقل الداء السكري آليات التنظيم المضبوطة هذه، و بالتالي يفضي إلى حدوث إضطرابات إستقلابية لا تحمد عقباها.

تابع أسئلته بسؤال مهم: "كيف يتأنى للمعثكلة معرفة نوع الهرمون الذي عليها أن تفرزه لتنظيم تركيز الغلوكوز في الدم؟" أجابت المخبرية: "يوجد في المعثكلة خلايا خاصة (تدعى خلايا بيتا): تتحسس إرتفاع تركيز السكر في الدم و تستجيب لذلك بإفراز الأنسولين الذي يحرض الخلايا على إلتقام الغلوكوز و إدخاله إلى داخل هذه الخلايا.

وفي المعثكلة أيضاً خلايا خاصة (تدعى خلايا ألفا) تتحسس نقص السكر في الدم، فتفرز إستجابة لذلك هرمون الغلوكاغون و يقوم هذا الهرمون بترحيل الغلوكوز في الإتجاه المعاكس (من الخلايا إلى الدم) و بالتالي رفع تركيز السكر في الدم. &

**أسئلة حول الحالة السابقة**

& السؤال الأول: بأي نمط من أنماط السكري يكون هناك نقص في تركيز الأنسولين؟

الإجابة: الأنسولين هو هرمون ببتيدي يستعمل المستقبلات الغشائية ليرتبط بالمرسال الثاني لينقل الإشارة للخلايا. الناس المصابون بالنمط الأول من السكري لديهم عوز الأنسولين. و الناس المصابون بالنمط الثاني لديهم مستويات طبيعية إلى مرتفعة منه.

حيث أن النسب العالية أو الطبيعية من الأنسولين تقترح بأن المشكلة لا تكمن بكمية الأنسولين بل بالتأثير الذي يحدثه الأنسولين في الخلايا، فالمشكلة في النمط الثاني قد تكون بسبب إشارة معينة بآلية التنبيه.

السؤال الثاني: في أي نمط من أنماط السكري تتجه مستقبلات الأنسولين للزيادة؟

الإجابة: تحدث زيادة مستقبلات الأنسولين عادة عندما تكون إشارة الجزيء عادة بتراكيز منخفضة، حيث أنه في النمط الأول من السكري لا يفرز الأنسولين من البنكرياس، و في هذا النمط تكون مستويات الأنسولين منخفضة. لذلك فإن النمط الأول من السكري يتجه لإحداث زيادة فى مستقبلات الأنسولين .

إنشاء حساب جديد

قم بتنزيل تطبيق eMufeed Android الآن

 

 

ساعة ذكية